للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونصح عبد الله فكره أمينا -وهو صغير- فقال له:

وعود مقال الصدق نفسك وارضه ... تصدق ولا تركن إلى قول مفتري١

وقال محمود سامي البارودي مفتخرا:

أنا في الشعر عريق ... لم أرثه عن كلاله

كان إبراهيم خالي ... فيه مشهور المقاله٢

وقرظ طه حسين مقالا للطفي السيد فقال:

بمثل مقال الأمس يعجب كاتب ... أديب ويرضى عاقل وحكيم

حقائق غر يصرع الشك نورها ... كما يصرع الليل البهيم نجوم٣

وكان أحمد زكي يردد دائما بيته:

ولي كل يوم موقف ومقالة ... أنادي ليوث العرب ويحكمو هبوا٤

فقدت وردت كلمة "المقال" في آثار أسلافنا منذ الجاهلية حتى العصر الحاضر، ودارت على ألسنتهم، وترددت في أحاديثهم ومحاوراتهم، وشاعت في مجتمعاتهم العامة والخاصة على السواء. ونعني -كما نرى- الحديث المباشر الذي يناجي القلب، ويخاطب الوجدان؛ رغبة في توضيح موقف أو نهي عما لا يستحسن، وتنبيها على فضل سابق، وأملا في إرشاد ونصح، أو فخر بالآباء والأجداد، أو الإعجاب بموقف مشهود ومقام معلوم.


١ راجع: في الأدب الحديث جـ١ ص١٤٣ عمر الدسوقي.
٢ راجع: شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي ص١٢٨، عباس محمود العقاد، طبعة ١٩٦٥.
٣ راجع: مجلة الهلال ص٨١، عدد فبراير ١٩٦٦ الخاصة بطه حسين.
٤ راجع: العدد ٢٩ ص٢٣٩ من سلسلة أعلام العرب الخاص بأحمد زكي، بقلم أنور الجندي.

<<  <   >  >>