للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويزعمون أنّ معاقرة الشراب تعظّم الأنف. وقال حمّاد بن الزّبرقان [١] يهجو حمّاد بن أبي ليلى الراوية [٢] ، وذكر معاقرته الشراب وكذا عظم أنفه لذلك، فقال:

نعم الفتى لو كان يعبد ربّه ... ويقوم وقت صلاته حماد [٣]

هدلت مشافره الشّمول فأنفه ... مثل القدوم يسنّها الحدّاد [٤]

وابيضّ من شرب المدامة وجهه ... فبياضه يوم الحساب سواد

وقال جرير يهجو الأخطل في إكبابه على شرب المسكر وبترك طلب ثأره، حتى عظم لذلك أنفه:

قبّحت موتورا وطالب دمنة ... بالحضر تشرب تارة وتبول [٥]


[١] في الأصل: «حماد بن سابور» ، صوابه من الحيوان ٤: ٤٤٥، والشعراء ٧٧٩، وأمالي المرتضى؛ ١٣٣، وطبقات ابن المعتز ٦٩. ونسبت الأبيات في الأغاني ٦: ١٦٢، والخزانة ٤: ١٣٢ إلى أبي الغول الطهوي. وهي بدون نسبة في العقد ٦: ٣٣٩. وحماد بن الزبرقان ترجم له في لسان الميزان ٢: ٣٤٧ وقال: «وهو ممن اتّهم بالزندقة» . كما ترجم له القفطي ١: ٣٣٠. وكان من النحاة البصريين كما في الإنباه وابن النديم ٧٨. وأما «سابور» التي وردت هنا خطأ فإنها تذكر في ترجمة حماد الرواية الذي اختلف في اسم أبيه فقيل ميسرة وقيل شابور، كما في لسان الميزان ٢: ٣٥٢، ووفيات الأعيان ١: ١٦٤.
[٢] اختلف في اسم أبيه فقيل ميسرة، وقيل شابور، كما مر في الحاشية السابقة وترجم له في لسان الميزان ومعجم الأدباء ١٠: ٢٥٨- ٢٦٦، ووفيات الأعيان ولد سنة ٩٥ وتوفي سنة ١٥٥.
[٣] في الحيوان وجميع المراجع: «ويقيم وقت صلاته» .
[٤] في الأصل: «يسنه» ، تحريف صوابه في الحيوان وجميع المراجع. والقدوم أنثى لا غير.
[٥] الدمنة: الذحل والثأر. والحضر، بالفتح: مدينة بازاء تكريت في البرية، بينها وبين الموصل والفرات.

<<  <   >  >>