حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ عَطَاءً فَقُلْتُ: يَا شَيْخُ، قَدْ خَدَعَكَ إِبْلِيسُ فَلَوْ شَرِبْتَ كُلَّ يَوْمٍ شَرْبَةً مِنْ سَوِيقٍ فَتَقْوَى عَلَى صَلَاتِكَ وَعَلَى وُضُوئِكَ. قَالَ: فَأَعْطَانِي ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ وَقَالَ: يَا أَبَا صَالِحٍ تَعَهَّدَنِي كُلَّ يَوْمٍ بِشَرْبَةٍ مِنْ سَوِيقٍ، قَالَ: فَأَخَذْتُ قَدْرَ ثَمَنِ كَيْجَلَةَ قَالَ: فَدَقَّقْتُ فِيهَا سُكَّرًا وَلَتَتَتُّهَا بِسَمْنٍ وَقُلَّةِ مَاءٍ وَأَلْقَيْتُ دَرَاهِمَهُ تَحْتَ فِرَاشِي قَالَ: فَاحْتُبِسَ ابْنِي طَوِيلًا فَقُلْتُ لَهُ: أَيُّ شَيْءٍ حَبَسَكَ؟ قَالَ: يَا أَبَتِ بَعْدَ الشَّدِّ شَرِبَهَا قَالَ: فَسَكَتُّ عَنْهُ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ لِذَلِكَ الْوَقْتِ أَرْسَلْتُ إِلَيْهِ بِثَمَنِهَا فَاحْتُبِسَ عَلَيَّ ابْنِي احْتِبَاسًا شَدِيدًا قَالَ: ثُمَّ جَاءَ فَقُلْتُ: يَا بُنَيَّ أَيُّ شَيْءٍ حَبَسَكَ. قَالَ: يَا أَبَتِ شَرِبَ مِنْهُ وَبَقِيَ مِنْهُ فَسَقَانِي فَشَرِبْتُهُ فَقُلْتُ: نِصْفُ شَرْبَةٍ خَيْرٌ مِنْ لَا شَيْءَ، قَالَ: حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَرْسَلْتُ إِلَيْهِ مِثْلَهَا فَإِذَا ابْنِي قَدْ رَدَّهَا عَلَيَّ فَقُلْتُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: اذْهَبْ إِلَى أَبِيكَ قُلْ لَا أَسْتَطِيعُ شُرْبَهَا قَالَ: فَقُمْتُ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا شَيْخُ قَدْ خَدَعَكَ إِبْلِيسُ قَالَ: فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ يَا صَالِحُ، إِنِّي وَاللهِ إِذَا ذَكَرْتُ جَهَنَّمَ مَا يُسِيغُنِي طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ. قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ وَاللهِ فِي وَادٍ وَأَنَا فِي وَادٍ لَا عَاتَبْتُكَ أَبَدًا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute