حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ نَصْرٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي رَزِينٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، - يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ - عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ قَدْ أَضَرَّ بِنَفْسِهِ حَتَّى ضَعُفَ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ قَدْ أَضْرَرْتَ بِنَفْسِكَ وَأَنَا مُتَكَلِّفٌ لَكَ شَيْئًا فَلَا تُرَدَّ عَلَيَّ كَرَامَتِي، قَالَ: أفْعَلُ، قَالَ: فَاشْتَرَيْتُ سَوِيقًا مِنْ أَجْوَدِ مَا وَجَدْتُ وَسَمْنًا فَجَعَلْتُ لَهُ شَرِيبَةً فَلَتَتُّهَا وَحَلَّيْتُهَا فَأَرْسَلْتُ بِهَا مَعَ ابْنِي وَكُوزًا مِنْ مَاءٍ. فَقُلْتُ لَهُ: لَا تَبْرَحْ حَتَّى يَشْرَبَهَا، قَالَ: فَرَجَعَ فَقَالَ: قَدْ شَرِبَهَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَعَلْتُ لَهُ نَحْوَهَا ثُمَّ سَرَحْتُ بِهَا مَعَ ابْنِي فَرَجَعَ بِهَا لَمْ يَشْرَبْهَا قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَلُمْتُهُ وَقُلْتُ لَهُ: سُبْحَانَ اللهِ رَدَدْتَ عَلَيَّ كَرَامَتِي إِنَّ هَذَا مِمَّا يُعِينُكَ وَيُقَوِّيكَ عَلَى الصَّلَاةِ وَعَلَى ذِكْرِ اللهِ، قَالَ: فَلَمَّا رَآنِي قَدْ وَجَدْتُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: يَا أَبَا بِشْرٍ لَا يَسُؤْكَ اللهُ قَدْ شَرِبْتُهَا أَوَّلَ مَا بَعَثْتَ بِهَا فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ زَاوَلْتُ نَفْسِي عَلَى أَنْ أُسِيغَهَا فَمَا قَدَرْتُ عَلَى ذَلِكَ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَشْرَبَهُ ذَكَرْتُ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَتَجَرَّعُهُ ⦗٢١٩⦘ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} [إبراهيم: ١٧] الْآيَةَ. فَبَكَى صَالِحٌ عِنْدَهَا فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَلَا أُرَانِي فِي وَادٍ وَأَنْتَ فِي آخَرَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute