للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ح وَحَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبَانَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ لَنَا وَنَحْنُ فِي الْعَسْكَرِ الْأَعْظَمِ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَنَامَ أَصْحَابِي وَقُمْتُ أَقْرَأُ جُزْئِي، قَالَ: فَجَعَلَتْ عَيْنَايَ تُغَالِبَانِي وَأُغَالِبُهُمَا حَتَّى اسْتَتْمَمْتُ جُزْئِي، فَلَمَّا فَرَغْتُ وَأَخَذْتُ مَضْجَعِي قُلْتُ: لَوْ كُنْتُ نِمْتُ كَمَا نَامَ أَصْحَابِي كَانَ أَرْوَحَ لِبَدَنِي فَإِذَا أَصْبَحْتُ قَرَأْتُ جُزْئِي، قَالَ فَقُلْتُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ فِي نَفْسِي وَاللهِ مَا حَرَّكْتُ بِهَا شَفَتَايَ وَلَا سَمِعَهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مِنِّي. قَالَ: ثُمَّ نِمْتُ فَرَأَيْتُ فِيَ مَنَامِي كَأَنِّي أَرَى شَابًّا جَمِيلًا قَدْ وَقَفَ عَلَيَّ وَبِيَدِهِ وَرَقَةٌ بَيْضَاءُ كَأَنَّهَا الْفِضَّةُ فَقُلْتُ: يَا فَتًى، مَا هَذِهِ الورقةُ الَّتِي أُرَاهَا بِيَدِكِ قَالَ: فَدَفَعَهَا إِلَيَّ فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ:

[البحر السريع]

يَنَامُ مَنْ شَاءَ عَلَى غَفْلَةٍ ... وَالنَّوْمُ كَالْمَوْتِ فَلَا تَتَّكِلِ

تَنْقَطِعُ الْأَعْمَالُ فِيهِ كَمَا ... تَنْقَطِعُ الدُّنْيَا عَنِ الْمُنْتَقِلِ

قَالَ: وَتَغَيَّبَ الْفَتَى عَنِّي فَلَمْ أَرَهُ قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ الْوَاحِدِ يُرَدِّدُ هَذَا الْكَلَامَ كَثِيرًا وَيَبْكِي وَيَقُولُ: فَرَّقَ النَّوْمُ بَيْنَ الْمُصَلِّينَ وَبَيْنَ لَذَّتِهِمْ فِي الصَّلَاةِ وَبَيْنَ الصَّائِمِينَ وَبَيْنَ لَذَّتِهِمْ فِي الصِّيَامِ وَيَذْكُرُ أَصْنَافَ الْخَيْرِ " لَفْظُهُمَا سَوَاءً وَلَمْ يَذْكُرْ سَلَمَةُ أَبَا عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>