حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ، ثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: إِنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ شَمَتَتْ بِخَرَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَتَعَزَّزَتْ وَتَجَبَّرَتْ فَدُعِيَتِ الْعَاتِيَةُ الْمُسْتَكْبِرَةُ فَقَالَتْ: إِنْ كَانَ عَرْشُ اللهِ بُنِيَ عَلَى الْمَاءِ فَقَدْ بُنِيتُ عَلَى الْمَاءِ، فَأَوْعَدَهَا اللهُ بِعَذَابٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ: لَأَنْزِعَنَّ حُلِيِّكِ وَحَرِيرِكِ وَحَمِيرِكِ وَلَأَتْرُكَنَّكِ لَا يَصْرُخُ دِيكُكِ وَلَا يَقُومُ أَحَدٌ إِلَى جِدَارٍ مِنْ جُدُرِكِ وَلَا أَجْعَلُ لَكِ عَامِرًا إِلَّا الثَّعَالِبَ وَلَا نَبَاتًا إِلَّا الْحِجَارَةَ وَالْيَنْبُوتَ، وَلَا يَحُولُ بَيْنَكِ وَبَيْنَ السَّمَاءِ شَيْءٌ، وَلَأَتْرُكَنَّ عَلَيْكِ نِيرَانًا ثَلَاثًا مِنَ السَّمَاءِ نَارًا مِنْ زِفْتٍ، وَنَارًا مِنْ قَطِرَانٍ، وَنَارًا مِنْ نِفْطٍ، وَلَأَتْرُكَنَّكِ جَدْعَاءَ قَرْعَاءَ وَلَيَبْلُغَنِّي صَوْتُكِ وَأَنَا فِي السَّمَاءِ فَإِنِّي طَالَ مَا أُشْرِكَ بِي فِيكِ وَلْيُفَتِّرْ عَنْ فِيكِ جَوَارٍ مَا كِدْنَ يَرَيْنَ الشَّمْسَ مِنْ حُسْنِهِنَّ، قَالَ كَعْبٌ: فَلَا يَعْجِزُ مَنْ بَلَغَ ذَلِكَ مِنْكُمْ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى لَاطِئَ مُلْكِهِمْ فَإِنَّهُ يَجِدُ خَيْلًا وَبَقَرًا مِنْ نُحَاسٍ يَجْرِي عَلَى رُءُوسِهَا الْمَاءُ وَلَتُقْسَمَنَّ كُنُوزُهَا بِالْأَتْرِسَةَ، وَقَطْعًا بِالْفُئُوسِ فَإِنَّكُمْ عَلَى ذَلِكَ مِنْهُ حَتَّى تُحِلَّكُمُ النَّارُ الَّتِي أَوْعَدَهَا اللهُ فَتَحْمِلُونَ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ كُنُوزِهَا فَتَقْسِمُونَهَا بِالْفَرْقَدُونَةِ، ثُمَّ يَأْتِيكُمْ آتٍ أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ فَتَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيكُمْ وَمَنْ رَفَضَ مِنْكُمْ، فَإِذَا بَلَغْتُمُ الشَّامَ وَجَدْتُمْ ذَلِكَ بَاطِلًا إِنَّمَا هِيَ نَفْخَةٌ مِنْ كَذِبٍ لَا يَدْخُلُ الدَّجَّالُ بَعْدَهَا إِلَّا بِسَبْعِ سِنِينَ يَمْكُثُ سِتًّا وَيَخْرُجُ فِي السَّابِعَةِ تَتَعَلَّقُ بِهِ حَيَّةٌ إِلَى جَانِبِ سَاحِلِ الْبَحْرِ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو نُعَيْمٍ رَحِمَهُ اللهُ: بَقِيَ لِكَعْبِ الْأَحْبَارِ مِنَ الْأَخْبَارِ فِي الِعِظَاتِ وَالْآيَاتِ مَا فِيهِ مُعْتَبَرٌ لِذَوِي الْأَلْبَابِ وَالْهَيْئَاتِ اقْتَصَرْنَا عَلَى مَا ذَكَرْنَا وَأَعْرَضْنَا عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا كَتَبْنَا وَنَسْأَلُ اللهَ الِانْتِفَاعَ بِمَا رُوِيَ لَنَا وَأَمْلَيْنَا. وَأَسْنَدَ كَعْبٌ عَنْ أكابرِ الصَّحَابَةِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْفَارُوقِ عُمَرَ وَعَنِ السَّيِّدِ الْمُهَاجِرِ الْمُتَاجِرِ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ وَعَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ الصِّدِّيقَةُ عَائِشَةُ رِضْوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ. تُوُفِّيَ كَعْبٌ رَحِمَهُ اللهُ قَبْلَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ بِسَنَةٍ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute