أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، فِي كِتَابِهِ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: بَعَثَنِي السَّرِيُّ يَوْمًا فِي حَاجَةٍ فَأَبْطَأْتُ عَلَيْهِ فَلَمَّا جِئْتُ قَالَ لِي: إِذَا بَعَثَ بِكَ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ فِي مَوَارِدِ الْقُلُوبِ فِي حَاجَةٍ فَلَا تُبْطِئْ عَلَيْهِ فَإِنَّكَ تُشْغَلُ قَلْبَهُ قَالَ: وَسَمِعْتُ السَّرِيَّ، يَقُولُ: احْذَرْ أَنْ تَكُونَ ثَنَاءً مَنْشُورًا وَعَيْبًا مَسْتُورًا وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ السَّمَّاكَ وَكَانَ شَيْخًا شَدِيدَ الْعُزْلَةِ فَرَأَى عِنْدِي جَمَاعَةً قَدِ اجْتَمَعُوا حَوْلِي فَوَقَفَ وَلَمْ يَقْعُدْ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ لِي: أَبَا الْحَسَنِ، صِرْتَ مُنَاخًا لِلْبَطَّالِينَ فَرَجَعَ وَلَمْ يَقْعُدْ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ اجْتِمَاعَهُمْ حَوْلِي قَالَ: وَسَمِعْتُ السَّرِيَّ، يَقُولُ: إِنِّي أَعْرِفُ طَرِيقًا يؤَدِّي إِلَى الْجَنَّةِ قَصْدًا، فَقِيلَ لَهُ: مَا هُوَ يَا أَبَا الْحَسَنِ؟ قَالَ: أَنْ تَشْتَغِلَ بِالْعِبَادَةِ وَتُقْبِلَ عَلَيْهَا وَحْدَهَا حَتَّى لَا يَكُونَ فِيكَ فَضْلٌ قَالَ: وَسَمِعْتُ السَّرِيَّ، يَقُولُ: أَعْرِفُ طَرِيقًا مُخْتَصَرًا يُؤَدِّيكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ فَقُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: لَا تَأْخُذْ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا وَلَا تَسَلْ أَحَدًا شَيْئًا وَلَا يَكُنْ مَعَكَ مَا تُعْطِي مِنْهُ أَحَدًا شَيْئًا قَالَ: وَسَمِعْتُ السَّرِيَّ، يَقُولُ: رَأَيْتُ الْفَوَائِدَ تَرِدُ فِي ظُلَمِ اللَّيْلِ قَالَ: وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُفِيدَنيَ سَأَلَنِي، فَقَالَ لِي يَوْمًا: مَا الشُّكْرُ؟ فَقُلْتُ: أَنْ لَا يُعْصَى فِي نِعْمَةٍ، فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ مَا أَجَبْتَ، مَا أَحْسَنَ مَا تَقُولُ، قَالَ الْجُنَيْدُ: وَهَذَا هُوَ فَرْضُ الشُّكْرِ أَنْ لَا يُعْصَى فِي نِعْمَةٍ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute