حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ هَارُونَ , سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي هَاشِمٍ , يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ: " خَرَجْتُ مِنَ العِرَاقِ أُرِيدُ بَعْضَ الثُّغُورِ , فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي جَبَلٍ مُظْلِمٍ إِذْ نَظَرْتُ إِلَى عَامَلٍ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ قَدِ انْفَرَدَ مِنَ المَخْلُوقِينَ وَاسْتَأْنَسَ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ جَلَّ جَلَالُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ العِرَاقِ أُرِيدُ بَعْضَ الثُّغُورِ , فَقَالَ: إِلَى أَمْرٍ تُوقِنُونُهُ أَوْ إِلَى أَمْرٍ لَا تُوقِنُونَهُ قُلْتُ: لَا بَلْ إِلَى أَمْرٍ لَا نُوقِنُهُ ثُمَّ قَالَ: آهٍ قُلْتُ: مِمَّ يَتَأَوَّهُ الْعَابِدُ قَالَ: ذَكَرْتُ عَيْشَ الْمُسْتَرِيحِينَ وَفَرْحَةَ قُلُوبِ الْوَاصِلِينَ فَقُلْتُ: إِنِّي رَجُلٌ مَهْمُومٌ , قَالَ: وَمِمَّ هَمُّكَ قُلْتُ: فِي ثَلَاثٍ , قَالَ: وَمَا هَذِهِ قُلْتُ: مَا دَلِيلُ الْخَوْفِ؟ قَالَ: الْحُزْنُ قُلْتُ: فَمَا دَلِيلُ الشَّوْقِ؟ قَالَ: الطَّلَبُ قُلْتُ: فَمَا دَلِيلُ الرَّجَاءِ؟ قَالَ: الْعَمَلُ. قُلْتُ: فَمِنْ أَيْنَ ضَعْفُنَا؟ قَالَ: لِأَنَّكُمْ وَثِقْتُمْ ⦗٢٠٨⦘ بِعَفْوِ اللهِ عَنْكُمْ وَلَوْ عَاجَلَكُمْ بِالْعُقُوبَةِ لَهَوَيْتُمْ مِنْ مَعْصِيَتِهِ إِلَى طَاعَتِهِ وَلَكِنَّ حِلَّهُ وَسِتْرَهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر الكامل]
إِنْ كُنْتَ تَفْهَمُ مَا أَقُولُ وَتَعْقِلُ ... فَارْحَلْ بِنَفْسِكَ قَبْلَ أَنْ لِرَبِّكَ تَرْحَلَ
وَذِرِ التَّشَاغُلَ بِالذُّنُوبِ وَخَلِّهَا ... حَتَّى مَتَى وَإِلَى مَتَى تَتَمَلَّلُ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute