حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَنْبَارِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الضَّبِّيِّ، قَالَ: " رَأَيْتُ شَيْخًا مِنَ الْأَعْرَابِ لَهُ سِنٌّ يَتَوَكَّأُ عَلَى مِحْجَنٍ قَدْ قَصَدَ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ , فَوَجَدَهُ يُصَلِّي , فَأَطَالَ مِسْعَرٌ الصَّلَاةَ , فَأَعَيَا الشَّيْخُ فَجَلَسَ , فَلَمَّا فَرَغَ مِسْعَرٌ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ الشَّيْخُ: خُذْ مِنَ الصَّلَاةِ كَفِيلًا فَقَالَ لَهُ مِسْعَرٌ: اقْصِدْ لِمَا يَبْقَى عَلَيْكَ نَفْعُهُ , كَمْ بَلَغَتْ مِنَ السِّنِينَ؟ قَالَ: قَدْ أَتَى عَلَيَّ مِائَةُ سَنَةٍ وَبِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً قَالَ مِسْعَرٌ: فِي بَعْضِ هَذَا مَا كَفَاكَ وَاعِظًا , فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ , فَقَالَ الشَّيْخُ:
[البحر الطويل]
أُحِبُّ اللَّوَاتِي فِي صِبَاهُنَّ غُرَّةٌ ... وَفِيهِنَّ عَنْ أَزْوَاجِهِنَّ طِمَاحُ
مُسِرَّاتُ حُبٍّ مُظْهِرَاتُ عَدَاوَةٍ ... تَرَاهُنَّ كَالْمَرْضَى وَهُنَّ صِحَاحُ
فَقَالَ مِسْعَرٌ: أَفِيكَ لِهَذَا فَضْلٌ؟ فَقَالَ: وَاللهِ مَا بِأَخِيكَ ناهضٌ مُنْذُ أَرْبَعِينَ , وَلَكِنْ يَجُرُّ بِجَيْشٍ يُرِيدُهُ , فَتَبَسَّمَ مِسْعَرٌ وَقَالَ: «الشِّعْرُ حَسَنٌ وَقَبِيحٌ , وَهُوَ دِيوَانُ الْعَرَبِ»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute