دُعَاءَكِ، فَادْعِي اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ عَنِّي بِدُعَائِكِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ جُرَيْجٌ بَرِيئًا إِنَّمَا آخَذْتَهُ بِدَعْوَتِي، فَاكْشِفْ عَنْهُ، فَرَجَعَ جُرَيْجٌ إِلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ: أَيْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ وَأَيْنَ الصَّبِيُّ؟ فَجَاءُوا بِالْمَرْأَةِ وَالصَّبِيِّ فَسَأَلُوهَا فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: بَلَى هَذَا الَّذِي فَعَلَ بِي، فَوَضَعَ جُرَيْجٌ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الصَّبِيِّ وَقَالَ: بِحَقِّ الَّذِي خَلَقَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي مَنْ أَبُوكَ، فَتَكَلَّمَ الصَّبِيُّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَالَ: إِنَّ أَبِي فُلَانٌ الرَّاعِي، فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَرْأَةُ ذَلِكَ اعْتَرَفَتْ بِالْحَقِّ وَقَالَتْ: قَدْ صَدَقْتَ وَكُنْتُ كَاذِبَةً وَإِنَّمَا فَعَلَ بِي فُلَانٌ الرَّاعِي.
وَفِي رِوَايَةٍ إِنَّ الْمَرْأَةَ كَانَتْ حَامِلًا لَمْ تَضَعْ حَمْلَهَا بَعْدُ فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ أَصَابَكِ؟ قَالَتْ: تَحْتَ شَجَرَتِكَ وَكَانَتِ الشَّجَرَةُ تَحْتَ صَوْمَعَتِهِ، قَالَ جُرَيْجٌ: أَخْرِجُونِي إِلَى تِلْكَ الشَّجَرَةِ ثُمَّ قَالَ: يَا شَجَرَةُ أَسْأَلُكِ بِالَّذِي خَلَقَكِ أَنْ تُخْبِرِينِي مَنْ زَنَى بِهَذِهِ الْمَرْأَةِ؟ فَقَالَ كُلُّ غُصْنٍ مِنْهَا: رَاعِي الضَّأْنِ، ثُمَّ طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي بَطْنِهَا وَقَالَ: يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ فَنَادَى مِنْ بَطْنِهَا أَبِي رَاعِي الضَّأْنِ، فَاعْتَذَرَ الْمَلِكُ إِلَى جُرَيْجٍ الرَّاهِبِ وَقَالَ لَهُ: ائْذَنْ لِي أَنْ أَبْنِي صَوْمَعَتَكَ بِالذَّهَبِ، قَالَ: لَا.
قَالَ: فَبِالْفِضَّةِ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ بِالطِّينِ كَمَا كَانَتْ فَبَنَوْهَا بِالطِّينِ كَمَا كَانَتْ
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ، عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ مُجَاهِدٍ , قَالَ: مَا تَكَلَّمَ صَبِيٌّ فِي حَالِ صِغَرِهِ، وَهُوَ طِفْلٌ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَصَاحِبُ الْأُخْدُودِ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ الرَّاهِبِ، وَصَاحِبُ يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَهُوَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: ٢٦] ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute