للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عوَّجوا، بل بالغوا في هَدْم الدين ومَحْوِ أثره! ولا قُربة أفضل (١) عند الله تعالى من القيام بجهاد هؤلاء بمهما أمكن، وتبيين مذاهبهم للخاصِّ والعام. وكذلك جهادُ كلِّ من ألْحَد (٢) في دين الله وزاغ عن حدوده وشريعته، كائنًا في ذلك ما كان من فتنةٍ وقول، كما قيل:

إذا رضيَ الحبيبُ فلا أُبالي ... أقام الحيُّ أم جدَّ الرَّحِيْلُ (٣)

وبالله المستعان.

وكذلك أنتم ــ بحمد الله ــ قائمون بجهاد الأمراء والأجناد، تصلحون ما أفسدوا من المظالم والإجحافات، وسوء السيرة الناشئة عن الجهل بدين الله، بما أمكن. وذلك لبعد [ق ١٠٩] العهد عن دين (٤) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأنَّ له اليوم سبعمائة سنة، فأنتم بحمد الله تجدِّدون ما دَثَر من ذلك، بل يُجَدِّد الله بكم وبشيخكم إن شاء الله ما عفا من ذلك ودَثَر (٥).

وكذلك أنتم ــ بحمد الله ــ قائمون في وجوه العامة، مما أحدثوا من تعظيم الميلادة (٦)، والقَلَنْدس، وخميس البيض (٧)، والشّعانين، وتقبيل


(١) سقطت من (ب).
(٢) (ب): «اتخذ».
(٣) لم أجده.
(٤) ليست في (ك، ط).
(٥) «بل يجدد ... من ذلك» سقطت من (ف، ك، ط).
(٦) كذا في النسخ، وفي مواضع من «الفتاوى»: (٢٥/ ٣١٩، ٣٢٩)، و «الاقتضاء»: (١/ ٥٥٢، ٢/ ٥، ١١) وغيرها: «الميلاد».
(٧) في «الفتاوى»: «خميس العدس»، وهذا الخميس من أعياد النصارى وله عدة إطلاقات، فيسمى «الخميس الكبير»، وربما أضيف إلى البيض أو العدس لأنهم كانوا يصبغون البيض ويطبخون باللبن. انظر «مجموع الفتاوى»: (٢٥/ ٣١٩، ٣٢١)، و «الاقتضاء»: (١/ ٥٣٣، ٥٣٦، ٥٣٩، ٢/ ١٢) وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>