للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزنادقة والمنافقين، ما ليس في أحدٍ من أهل النِّحَل، ولهذا كانت الخُرَّمِيّة والباطنية والقرامطة والإسماعيلية والنُّصيرية، ونحوهم من المنافقين الزنادقة منتسبةً إلى الرافضة.

وهؤلاء المنافقون ــ في هذه الأوقات ــ لكثيرٍ (١) منهم مَيل إلى دولة هؤلاء التتار؛ لكونهم لا يلزمونهم شريعة الإسلام، بل يتركونهم وما هم عليه. وبعضهم إنما ينفرون عن التتار لفساد سيرتهم في الدنيا، واستيلائهم على الأموال، واجترائهم على الدِّماء والسبي، لا لأجل الدين. فهذا ضربُ النّفاق الأكبر.

وأما النفاق الأصغر: فهو النفاق في الأعمال ونحوها، مثل أن يكذب إذا حدَّث، أو (٢) يُخْلِف إذا وعد، ويخون إذا ائتمن، أو يَفْجُر إذا خاصم، ففي «الصحيحين» (٣) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه (٤) قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حَدَّثَ كَذَب، وإذا وعَدَ أخْلَف، وإذا ائتمن خان». وفي رواية صحيحة: «وإن صام وصلَّى وزعم أنه مسلم».

وفي «الصحيحين» (٥) عن عبد الله بن عَمْرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصْلة منهن كانت فيه خَصْلة من


(١) (ف): «كثير».
(٢) (ك): «و».
(٣) البخاري رقم (٣٣)، ومسلم رقم (٥٩) وقد تقدم. ووقع في (ك): «وإن صلى وصام».
(٤) ليست في (ق، ف، ك).
(٥) البخاري (٣٤)، ومسلم (٥٨). وقد تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>