للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إذ لا يوجد نص صحيح وصريح من كاتب أو سنة يشير إشارة، ولو خفية إلى أن الله في كل مكان بذاته، بل النصوص تدل دلالة واضحة على خلاف ذلك، كما تقدم في غير موضع.

وربما يفهم بعض الناس من كلام شيخ الإسلام١ حيث يقول: "إن الله معنا حقيقة، وهو فوق العرش حقيقة" قد يفهم من هذا الكلام بأن ابن تيمية ممن يقول بأن الله تعالى بذاته معنا في الأرض، أو في كل مكان، وهو بعيد من مثل هذا الحلول رحمه الله. وكلامه الذي نقلناه آنفاً الذي يقول فيه: "فكل من قال: إن الله بذاته في كل مكان، فهو مخالف للكتاب والسنة" ... الخ يمكن أن يصحح هذا المفهوم الخاطئ، ويرد هذا الاتهام، والحقيقة التي يعنيها شيخ الإسلام هي الحقيقة التي يتصورها كل من فهم معنى كلمة (مع) وفهم أحكامها، لأن أحكامها يختلف باختلاف الموارد، وسبق أن مثلنا لذلك عند تقسيم المعية إلى العامة والخاصة.


١ مجموع الفتاوى في المجلد الخامس ص: ١٠٢.

<<  <   >  >>