للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الدولة القريبة ولا البعيدة، ولا ظفرت ببعل مثر ولا ذرية نبيهة؛ عهدي ببعلها الشيخ مطرف ناجل هؤلاء الصبيان من بنيها قرنبى حزقةً، أحد سماسرة البر بقرطبة، يروح بها يومه الأطول كميش الإزار، أعظم أفراحه ظفره بقوت يومه. وكان مع ذلك كثيراً ما ينتاب الخانات على قله وقماءة حاله، فيروح نشوان العشيات يمسح الأرض بأسماله. وكان له تقدم في ضرب القرقرة، محكماً لأفانين إيقاعها. فسبحان الكبير المتعال، ناقل الأحوال مبدل العسر يسرا.

فصل: وتوفي فلان، وما علم بموته لخموله، وأخنى الدهر على أهل بيته؛ على أنه كان خالفةً منهم تطبعاً، عاطلاً من كل خلة تدل على فضيلة وله أولاد سخف قاسموه الجهل شق الأبلمة.

فصل:

وتوفي الوزير الحسيب، أحد أعاظم القرية قرطبة، فسيء عوام الناس بمهلكه. لعفاف كان يبديه، وبشر يشيعه ويستعمله، وينطوي من أمثاله لأهل الدنيا على ضده؛ إذ كان زاهداً في إسداء المعروف، راغباً عن اتخاذ

<<  <  ج: ص:  >  >>