للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الموكب المتلاغظ اللجب، وترك الوزارة تدعو (١) من زانها وجملها، لمن رقع هلهلها وسملها (٢) ، وإن أكتابت لبعده، وعبقت أعطافها بلطائف مجده:

يضوع ثراها بالندى فتخالها رياضاً وكانت قبل وهي صوائح

صفا جوها بعد الكدور بعدله وطابت حشاياها الظماء القوامح (٣)

فالحمد لله على ما منّ من سرعة الإقالة، وانقضاب تلك الحبالة، وتفضل به من حسن الرعاية والكفالة، ولا زالت مواهبه - جلت آلاؤه - تقع عند سيدنا من وراء الاقتراح، وتسخر له أعطاف الغدو والرواح.

وفي فصل من أخرى (٤) :

وصلت رقعة مولاي والصبح قد سل على الآافق مقضبه، وأزال بأنوار الغزالة غيهبه، فكانت بشهادة [الله] (٥) / [١٥٢] صبح الآداب ونهارها، وثمار البلاغة وأزهارها، قد توشحت بضروبٍ من الفضل تعطيه (٦) قاصية المدى، وتجريه (٧) في مضمار الأدب مفرداً:

فكأن روض الحزن تنشره الصبا ما ظلت من قرطاسها أتصفح

فأما ما تضمنته من وصفي فقد صارت حضرته [السامية] (٨) تتسمح في الشهادة بذلك مع مناقشتها في هذه الطريقة، وأنها لا توقع ألفاظها إلا في مواضع الحقيقة،


(١) كذا في ص، ولعله " تدع ".
(٢) ص: وشملها.
(٣) الظماء القوامح: قراءة تقديرية، فالخط باهت كثيراً تصعب قراءته.
(٤) أورد ياقوت (٩: ١٥٧) هذه الرسالة وقال أن ابن أبي الشخباء كتب بها إلى أبي الفرج الموقفي جواباً عن رقعة.
(٥) الكلمة مطموسة في الأصل، واعتمدت في إثباتها على معجم ياقوت.
(٦) ياقوت: تقصر.
(٧) ياقوت: ويجري به.
(٨) زيادة من ياقوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>