للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• مالك [٧١٠] عن نافع أنه سمع أسلم مولى عمر بن الخطاب يحدث عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب رأى على طلحة بن عبيد الله ثوبا مصبوغا وهو محرم فقال عمر: ما هذا الثوب المصبوغ يا طلحة؟ فقال طلحة: يا أمير المؤمنين إنما هو مدر. فقال عمر: إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس فلو أن رجلا جاهلا رأى هذا الثوب لقال إن طلحة بن عبيد الله كان يلبس الثياب المصبغة في الإحرام فلا تلبسوا أيها الرهط شيئا من هذه الثياب المصبغة. ابن سعد [٣٥٩٤] أخبرنا يحيى بن عباد قال أخبرنا فليح بن سليمان عن نافع عن أسلم مولى عمر أن عمر رأى على طلحة بن عبيد الله ثوبين مصبوغين بمشق وهو محرم فقال: ما بال هذين الثوبين يا طلح؟ فقال: يا أمير المؤمنين إنما صبغناه بمدر فقال عمر: إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس، ولو أن جاهلا رأى عليك ثوبيك هذين لقال: قد كان طلحة يلبس الثياب المصبغة وهو محرم. مسدد [١٢٣١] حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن أسلم مولى عمر بن الخطاب قال: رأى عمر بن الخطاب على طلحة ثوبين مصبوغين وهو محرم فقال: ما هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين ليس به بأس إنما هو مشق قال: إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس ولعل الجاهل أن لو رآك أن يقول: لقد رأيت على طلحة ثوبين مصبوغين فيلبس الثياب المصبوغة في الإحرام، فلا أعرفن ما لبس أحد منكم ثوبا مصبوغا في الإحرام. اهـ صحيح. ورواه ابن إسحاق بمعناه وليس بالحافظ، قال ابن سعد [٣٥٩٥] أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد أو أسلم أن عمر أبصر طلحة بن عبيد الله وعليه ثوبان ممشقان فقال: ما هذا يا طلحة؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إنما هو مدر، فقال: إنكم أيها الرهط أئمة يقتدى بكم، ولو رآك أحد جاهل قال: طلحة يلبس الثياب المصبغة وهو محرم، وإن أحسن ما يلبس المحرم البياض، فلا تلبسوا على الناس.

اهـ إنما هو مدر أي مصبوغ بالمدر وهو الطين (١).


(١) - قال أبو عبيد في الغريب [٤/ ١١]: ثوب مُمَشّقٌ وهو المصبوغ بالمَغْرَة، وكذلك قول جابر بن عبد الله: كنا نلبس في الإحرام المُمشّق، إنما هي مَدَرة وليست بطِيب فلذلك رخص أن يلبسها المحرم. وفي هذا الحديث من الفقه أنه إنما كرهت الثياب المصبغة في الإحرام إذا كانت صبغت بالطيب كالورس والزعفران والعصفر، وما كان ليس بطِيب فلا بأس به. ومنه حديث عثمان أنه غطى وجهه بقطيفة حمراء أرجوان وهو محرم. إنما كانت مصبوغة ببعض هذه الأصباغ الحمر من غير طِيب، وإنما كره عمر رضي الله عنه ذلك لئلا يراه الناس لبس ثوبا مصبوغا فيلبس الناس الثياب المصبوغة في الإحرام. اهـ