للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحمل شمر بن ذى الجوشن بالميسرة على من يليه من أصحاب الحسين، فثبتوا له وطاعنوه، فقتل الكلبى [١] ، بعد أن قتل رجلين آخرين وقاتل قتالا شديدا، فكان هو القتيل الثانى من أصحاب الحسين.

وقاتل أصحاب الحسين قتالا شديدا، فكانوا لا يحملون على جانب من خيل الكوفة إلّا كشفوه، فلمّا رأى ذلك عزرة بن قيس- وهو على خيل الكوفة- بعث إلى عمر بن سعد فقال: «ألا ترى ما نلقى خيلى منذ اليوم من هذه العدّة اليسيرة؟ ابعث إليهم الرجال والرّماة!» . فقال عمر لشبث بن ربعىّ: تقّدم إليهم. فقال:

سبحان الله! أتعمد إلى شيخ مضر وأهل المصر عامّه تبعثه فى الرّماة؟

لم تجد من تندب لهذا ويجزى عنك غيرى!» وكان لا يزالون يرون من شبث الكراهة لقتال الحسين.

قال [٢] : فلما قال شبث ذلك دعا عمر بن سعد الحصين بن نمير [٣] وبعث معه المجفّفة [٤] وخمسمائة من المرامية، فلمّا دنوا من الحسين وأصحابه رشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وصاروا رجّالة كلهم.

وقاتل الناس أشدّ قتال حتّى انتصف النهار، وهم لا يقدرون


[١] هو عبد الله بن عمير، من بنى عليم، وقد سبق قريبا ذكره ورجزه، وقتله مولى زياد ومولى عبيد الله.
[٢] ابن الأثير فى الكامل ج ٣ ص ٢٩١.
[٣] انظر ما سبق فى هذا الاسم.
[٤] المجففة: الطائفة التى تلبس: «التجفاف» من الآلات الواقية فى الحرب.