قال محمد بن إسحاق: وبلغنى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لأبى بكر رضى الله عنه: «يا أبا بكر؛ إنى رأيت أنّى أهديت لى قعبة مملوءة زبدا، فنقرها ديك فهراق ما فيها» ؛ فقال أبو بكر: ما أظن أن تدرك منهم يومك هذا ما تريد؛ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«وأنا لا أرى ذلك» .
قال: ثم إن خويلة بنت حكيم بن أميّة السّلميّة، وهى امرأة عثمان بن مظعون قالت: يا رسول الله، [أعطنى «١» ] إن فتح الله عليك الطائف حلىّ بادية بنت غيلان ابن سلمة، أو حلىّ الفارعة بنت عقيل، وكانتا من أحلى نساء قريش. قال: فذكر؟؟ لى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لها:«وإن كان لم يؤذن لى فى ثقيف يا خويلة» ؟
فخرجت خويلة فذكرت ذلك لعمر بن الخطّاب رضى الله عنه، فدخل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، ما حديث حدّثتنيه خويلة فزعمت أنك قد قلته؟؛ قال:«قد قلته» . قال: أو ما أذن فيهم يا رسول الله؟
قال:«لا» ، قال: أفلا أؤذّن بالرحيل؟ قال:«بلى» قال: فأذّن عمر فى الناس بالرحيل؛ فضجّ الناس من ذلك، وقالوا: نرحل ولم تفتح علينا الطائف؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«فاغدوا على القتال» ؛ فغدوا، فأصابت المسلمين جراحات، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«إنا قافلون إن شاء الله» ؛ فسرّوا بذلك وأذعنوا، وجعلوا يرتحلون ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يضحك، وقال لهم:«قولوا لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» ؛ فلما ارتحلوا واستقلوا قال:«قولوا آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون» ؛ وقيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا رسول الله، ادع على ثقيف؛ فقال:«اللهم اهد ثقيفا وأت بهم» .