للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا عار إن عضلت بدائه فكرتى ... بابن المقفّع أو بنجل الأهتم «١»

يا أعلم الفضلاء لست مقاولا ... فصحى بناتك «٢» باللسان الأعجم

لو حاولت فكرى مساواة لها ... يوما لجاءت بالغراب الأعصم «٣»

أقتصر فللبيان فى بحر فضائله سبح طويل، وللسعى فى غاياته معرّس ومقيل، وللمحامد ببثينة محاسنه صبابة جميل، وإنّى وإن كنت كثّير عزّة ودّه، إلا أنّى فى حلبة الفضل لست من فرسان ذلك الرّعيل؛ لا سيّما وقد وردت مشرع ألفاظه التى راقت معانيها، ورقّت حواشيها، وأدنت ثمرات الفضل من يمين جانيها؛ فجاءت كالنسيم العليل، والشذا من نفحة الأصيل، والشراب البارد والظلّ الظليل

طبع تدفّق رقّة وسلاسة ... كالماء عن متن الصفاة يسيل

كالمقلة الحسناء زان جفونها ... كحل وأخرى زانها التكحيل

والروضة الغناء يحسن عرفها ... وتزاد حسنا والنسيم عليل

والخاطر التقوىّ كمّل ذاته ... علما وليس لكامل تكميل

والله تعالى يبقيه جامعا للعلوم جمع الراحة بنانها، رافعا له رفع القناة سنانها، حافظا له حفظ العقائد أديانها، والقلوب إيمانها