للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تناضل عن الملّة نضال النّصال، وكأنها فضل سبق «١» لما تحوزه من حقّ السّبق وخصل «٢» الخصال؛ فأعيذ الإسلام من عدمه، ولا عدم بسطة تلمه، وثبوت قدمه؛ فإنه الآن عين الآثار، وأثر الأعيان، وخاطر الحفظ إلا أنّ الخطوب تصحب فيه خواطر النّسيان؛ وليّن اهتصر الدهر سطوا «٣» ، واختصر خطوا «٤» ؛ وإنه سيف يمان إن قدم عهدا، فقد حسن فرندا «٥» ، وخشن حدّا؛ وأجرى نهرا، وأورى شررا؛ واخضرّ خميله، وقطع الأيّام جميله؛ وضارب الأيّام فأجفلت «٦» عن مضاربه ضرائبها «٧» ، وشردت عن عزمه غرائبها؛ ولبسها حتى أنهجت «٨» بواليا، ثم اختار منها أياما وأبى أن يلبسها لياليا؛ لا جرم أن صحيفته البيضاء شعار شعره، وروضة علمه الغنّاء «٩» قد جلت أنوار نوره، وزواهر زهره؛ فالزمان لا يعدو عليه بزمانة تعدو، ولا يتجاوز أوقاته إلّا موسومة بمحاسنه ولا يعدو؛ حتى يمتّ إليه «١٠» عدوّ يلتفت «١١» أمس، ويروى اليوم