رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اللّبن آخر شربة أشربها فى الدنيا؛ فقتل يومئذ رضى الله عنه.
وأجزرت سيف أشقاها أبا حسن ... وأمكنت من حسين راحتى شمر
أشقاها هو عبد الرحمن بن ملجم المرادىّ قاتل علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه لقوله صلى الله عليه وسلم:«يا علىّ، أشقاها الذى يخضب هذه من هذه» وأشار إلى لحية علىّ ورأسه. والحسين الذى ذكره هو الحسين بن علىّ. وشمر هو شمر ابن ذى الجوشن وهو الذى أرسله عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد يحرّضه على قتل الحسين؛ وقيل: إن شمرا لم يباشر قتل الحسين، والذى قتله سنان بن [١] أنس النّخعى، وشمر فهو المجهز والمحرّض على قتله، فلذلك ذكره.
وليتها إذ فدت عمرا بخارجة ... فدت عليّا بمن شاءت من البشر
عمرو الذى أشار إليه هو عمرو بن العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سهم ابن عمرو بن هصيص بن كعب، أمير مصر لمعاوية بن أبى سفيان. وخارجة رجل من سهم بن عمرو. وكان من خبره أن الخوارج كانت قد اجتمعت على قتل علىّ ومعاوية وعمرو، فكان الذى انتدب لقتل عمرو زادويه مولى بنى العنبر، ورصده إلى ليلة المعاد التى اتفقوا على الفتك بهم فيها؛ فاشتكى عمرو تلك الليلة من بطنه ولم يخرج للصلاة واستخلف خارجة ليصلّى بالناس؛ فلما قام فى المحراب وثب عليه زادويه وهو يظن أنه عمرو بن العاص فقتله؛ وأخذ زادويه وأدخل على عمرو، فسمع الناس
[١] كذا فى الطبرى طبع أوربا (ق ٢ ص ٣٦٢، ٣٦٦، ٣٦٧) وابن الأثير طبع أوربا (ج ٤ ص ٦٦- ٦٨) . وفى الأصل: «ابن أبى أنس» .