للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جاء منها:

يا ترب لا تأكل لسانا طالما ... والى به التحميد والتهليل

يا ترب لا تعنف بكفّ طالما ... قد كان يؤلم ظهرها التقبيل

ومنها:

يا دهر تعلم ما جنيت على الورى؟! ... خطب لعمرك إن علمت جليل

ما كان ضرّك لو مهلت بمثله ... يا دهر إنك بعدها لعجول

ومن المراثى المشهورة التى عنى بها، واتصلت أسباب الشارحين بسببها، المرثية العبدونيّة التى نظمها الوزير الكاتب أبو محمد عبد المجيد بن عبدون يرثى بها بنى مسلمة المعروفين ببنى الأفطس، وهى من أمهات القصائد ووسائط القلائد؛ فإنه ذكر فيها عدّة من مشاهير الملوك والخلفاء والأكابر ممن أبادهم الدهر بحوادثه ونكباته، ووثب عليهم الزمن فما وجدوا جنّة تقيهم من وثباته؛ ودبّت [عليهم [١]] الأيام بصروفها، وسقتهم المنيّة بكأس حتوفها. وها نحن نذكرها ونزيدها تبيانا بشرح من استبهمت أخباره، وخفيت على المطالع آثاره.

وأوّل القصيدة:

الدّهر يفجع بعد العين بالأثر ... فما البكاء على الأشباح والصّور

أنهاك أنهاك لا آلوك معذرة ... عن وقفة بين ناب الليث والظّفر

فالدهر حرب وإن أبدى مسالمة ... فالبيض والسّمر مثل البيض والسّمر

ولا هوادة بين الرأس تأخذه ... يد الضّراب وبين الصارم الذّكر

فلا تغرّنك من دنياك نومتها ... فما صناعة عينيها سوى السّهر


[١] زيادة يقتضيها السياق.