للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فيكون المراد بالرفع هنا رفعاً لا مبالغة فيه؛ دفعاً للمعارضة بين الحديثين، كما ذكر شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في «شرح البخاري» (١) ، وذكر العلامة منلا علي القاري في «شرحه على مشكاة المصابيح» (٢) مفسراً قوله: «أربعوا على أنفسكم» بأرفقوا بها، وأمسكوا عن الجهر الذي يضر بكم (٣) ، على أنه لو سلمت إرادة أصل الجهر، فإنه يحتمل أنه لم يكن هناك مصلحة في الرَّفع؛ لما روي أنه كان في غزاة (٤) ، ورفع الصوت حينئذ في بلاد العدو يجرُّ بلاءً، والحرب خدعة.


(١) شرحه هذا هو «تحفة الباري على صحيح البخاري» ، وقد طبع في اثني عشر مجلداً بالقاهرة، سنة ١٣٢٦هـ، وسبق أن طبع -أيضاً- فيها سنة ١٣٠٠هـ، وكذا سنة= =١٣١٨هـ، وانظر عنه «إتحاف القاري بمعرفة جهود وأعمال العلماء على صحيح البخاري» (ص ١٢٥-١٢٧) .
(٢) المسمى «مرقاة المفاتيح» ، والمنقول فيه (٣/٥٠) .
(٣) في «المرقاة» : «يضركم» .
(٤) ولذا أخرجه البخاري في (مواطن) ؛ منها (برقم ٤٢٠٥) تحت (كتاب المغازي) وبوّب عليه بـ (باب غزوة خيبر) ، ولفظه هناك عن أبي موسى: «لما غزا رسولُ الله S خيبر، أو قال: لما توجَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشرف الناس على وادٍ، فرفعوا أصواتهم بالتكبير ... » إلخ.
وفي رواية ابن جرير (١٢/٤٨٦ رقم ١٤٧٧٨ - ط. شاكر) الحديث: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزاة ... » .

<<  <   >  >>