للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومع هذا؛ فإنَّ الأفضل العمل بالسنة، وتعويد الناس السكوت وراء الجنائز، كما يقع الآن في كثير من بلاد الإسلام، التي ارتقت فيها الأخلاق، وانتشت العلوم والآداب، أما البلاد الأخرى التي ما زالت مقصِّرة في هذه الحلبة، وقد تعسَّر فيها العملُ بالسُّنَّة، فينبغي لعلمائها أن يجتهدوا في تنبيه أهاليها إلى وجوب السكوت وراء الجنائز، ويسلكوا إلى هذا الغرض مختلفَ الطُّرق، وربما كانت أقرب تلك الطرق: أن يوصي العلماءُ وأشرافُ الناس بالعمل بالسُّنَّة في جنائزهم، فيقتدي بهم الآخرون، ومن ثم ينتبه عامّة الناس ودهماؤهم إلى ما في السنة الشريفة من الحسن والأدب الصحيح، فيألفوها، ويسلكوا سبيلها، كما هو الحال في بلادنا السُّوريَّة، أو معظم أمصارها.

ولا أعلم الحال في مدينة عكا بلد الأستاذ الجليل الشيخ عبد الله الجزار (١) ، ولم أطَّلع على فتواه في هذه القضية، لأعلم إنْ كنت باعدت عنه فيما قلتُه، أو قاربته؛ لذلك أرجو أن تقع كلمتي هذه موقع القبول من نفسه.

في٢٠صفرسنة١٣٤٤ ... المغربي (٢)


(١) مضت ترجمته.
(٢) هو عبد القادر المغربي، ولد باللاذقية ٢٤ رمضان سنة ١٢٨٤هـ، اتصل ببعض العلماء المجدديين والمصلحين؛ كالشيخ جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، ونهج منهجهما في التعليم والإرشاد والإصلاح، اشترك مع الأمير شكيب أرسلان وعبد العزيز جاويش في تأسيس كلية دار الفنون في المدينة المنورة، عهد إليه تحرير جريدة الشرق بدمشق، ثم آلت إليه رئاسة مجمع دمشق من عام ١٩٤٣م إلى أن توقفت أعماله بسبب قلة الاعتمادات في موازنة المجمع.
من مؤلفاته: كتاب «الاشتقاق والتبويب» ، «السفور والحجاب» ، «البينات» ، «الأخلاق والواجبات» ، وغيرها. توفي صباح ٢٧ شوال سنة ١٣٧٥هـ.

وانظر ترجمته في: «تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري» (٢/٦٦٨) ، «مصادر الدراسات الأدبية» (٣/١٢٦٤-١٢٦٥) ، «ذكريات علي الطنطاوي» (٢/٨٥، ١٩٩ و٣/٢٩ و٤/١٦٨ و٥/٢٦٦، ٢٦٧ و٦/٢٨٥ و٧/٢٣، ٢٥١ و٨/٢٣٥) ، ولعدنان الخطيب كتاب مفرد عن حياته.

<<  <   >  >>