للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وذكر أبو شامة في كتابه «الباعث» (١) عن أبي بكر الطُّرْطُوشي (٢) قال: «روى ابن وضاح (٣) عن زيد بن أسلم، قال: ما أدركنا أحداً من مشيختنا (٤) ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النِّصف من شعبان، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول (٥) ، ولا يرون لها فضلاً على سواها، قال: وقيل لابن أبي مليكة: إنَّ زياداً النُّميري يقول: إنَّ أَجْرَ ليلةِ النِّصف من شعبان كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعتُه وبيدي عصا لضربتُه، قال: وكان زياد قاصّاً (٦) . وقال الحافظ أبو الخطاب بن دِحْية (٧) : «روى الناسُ الإغفال (٨)


(١) (ص ١٢٥-١٢٧ - بتحقيقي) ، وطبع الكتاب دون مراجعتي، فوقعت فيه أخطاء طبعية كثيرة، ولي زيادات كثيرة عليه، وسيخرج -إن شاء الله- قريباً مع العناية اللائقة به، والله الموفق للخيرات، والهادي للصالحات.
(٢) في كتابه «الحوادث والبدع» (ص ١٢١-١٢٢) .
(٣) في كتابه «البدع» (رقم ١١٩) .
(٤) في الأصل: «مشايخنا» ! والمثبت من «البدع» ، والمراجع السابقة.
(٥) وقع عليه فيه اختلاف كثير، بيّنه الدارقطني في «النزول» (رقم ٨١) ، وفاته وجهاً عند ابن قانع في «المعجم» (٣/٢٢٧) ، وذكرتُه مفصلاً في «حسن البيان» (٢٠-٢٣) ، ولله الحمد.
(٦) أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (٤/٣١٧-٣١٨ رقم ٧٩٢٨) ، وابن وضاح في «البدع» (رقم ١٢٠) .
(٧) في كتابه «أداء ما وجب» ، صرح بذلك الطرطوشي وعنه أبو شامة، والمصنفان ينقلان عن أبي شامة، والنقل غير موجود في مطبوعة «أداء ما وجب» ! ولعله في كتاب ابن دحية: «ما جاء في شهر شعبان» ، وأشار إليه في آخر «أداء ما وجب» (ص ١٥٩) ، وفيه (ص ٢٤) : «وحديث ليلة النصف من شعبان، والتعريف بمن وضع فيها الزور والبهتان» .
(٨) كذا في الأصل، و «الباعث» ! ولعل الصواب: «وقد روي بعض الأغفال من= =الناس» ، ثم تأكد لي هذا لما وجدتُ ابن دحية يقول في «أداء ما وجب» (ص ٦٦) : «وقد روى بعضُ الأغفال الذين لا يعرفون الصحيح من السقيم ... » فتأمّل..

<<  <   >  >>