للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن يكن في هذه الأمة محدث فهو عمر بن الخطاب (١) .

ع: ويروى من طرق مختلفة عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد كان فيمن كان قبلكم من الأمم ناس محدثون؟ وفي رواية: رجال يكلمون؟ من غير أن يكونوا أنبياء. فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر. ويروى: لم تكن أمة إلا وفيها مروعون فإن يكن في هذه الأمة مروع فإنه عمر بن الخطاب.

المروع: الذي يلقى الصواب والحق في روعه إلهاماً من الله تعالى. من ذلك أن سارية بن زنيم كان في جيش للمسلمين في بعض ثغورهم فألقى الله تعالى في روع عمر وهو يخطب بالناس بالمدينة أن العدو قد نهد إلى المسلمين، واشتد الخطب عليهم، وكان المسلمون بحضرة جبل، فقطع عمر الخطبة ونادى: يا سارية الجبل الجبل. فأسمع الله سارية (٢) ، وانحاز بالمسلمين إلى الجبل فتخلصوا. وقد قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: قلت يا رسول الله، لو تطوقنا بين الصفا والمروة فأنزل الله {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} (البقرة: ١٥٨) ، وقلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب. واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة فقلت: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن} عنزلت هذه الآية (التحريم: ٥) ؟ رواه (٣)


(١) تتمة هذا كما ورد عند أبي عبيد في ف: " قيل وما المحدث؟ ثال: يرى الرأي ويظن الظن فيكون كما رأى. قال: ما خاف عمر امراً قط أن يقع إلا وقع. وفي بعض الحكمة: من لم ينتفع بظنه لم ينتفع بيقينه. وسئل بعض حكماء العرب: ما العقل؟ فقال: الإصابة بالظنون ومعرفة ما لم يكن بما قد كان ".
(٢) ط: فاسمع الله سارية صوت عمر.
(٣) ط س: ورواه.

<<  <   >  >>