للنار وملابسها، ويلزم ذلك أن يكون جهنميا إذ ورد عليه أن الملازمة ممنوعة, فإن الفران ملازم للنار وملابس لها, وهو مع ذلك ليس جهنميا، وهاهم أولاء الملائكة الزبانية ملازمون للنار الحقيقية وهم كذلك ليسوا جهنميين, فاحتيج إلى الرد "بالنسبة إلى الفران" بأن المراد باللهب اللهب الحقيقي, وهو نار جهنم لا مطلق لهب, وبأن المراد باللزوم بالنسبة إلى الزبانية اللزوم العرفي, وهو أن يكون أحد الأمرين بحيث يصلح للانتقال منه إلى الآخر, وإن لم يكن هناك لزوم عقلي, وهذا اللزوم كاف عند علماء المعاني, ومثل هذا لا يرد على تفسير العصام لمعنى المركب المذكور, إذ ليس من شك في لزوم كونه جهنميا لذلك المعنى وهو كونه وقودا للنار. ٢ لأن المعنى العلمي هو الذات المسماة بأبي لهب, والذات من حيث هي لا يلزمها أن تكون جهنمية لاحتمال أن تكون ذاتا صالحة. بخلاف المعنى الإضافي وهوكونه أبا للهب بمعنى أنه وقودها, فإن هذا هو الذي يلزمه أن يكون جهنميا.