للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغزوة (١) في قلوب الشّرك رائعة ... بين المنايا تناغي السّمر والقضبا

أما ترى العين تجري فوق مرمرها ... هوىً فتجري على أحفافها الطربا (٢)

أجريتها فطما الزّاهي بجريتها ... كما طموت فسدت العجم والعربا

تخال فيه جنود الماء رافلةً ... مستلئمات تريك الدّرع واليلبا

تحفّها من فنون الأيك زاهرة ... قد أورقت فضّة إذ أورقت (٣) ذهبا

بديعة الملك ما ينفكّ ناظرها ... يتلو على السّمع منها آيةً عجبا

لا يحسن الدهر أن ينشي لها مثلاً ... ولو تعنّت فيها نفسه طلبا ودخل عليه ابن أبي الحباب (٤) في بعض قصوره من النية المعروفة بالعامرية، والروض قد تفتحت أنواره، وتوشحت أنجاده وأغواره، وتصرّف فيها الدهر متواضعاً، ووقف بهاالسعد خاضعاً، فقال:

لا يوم كاليوم في أيّامك الأول ... بالعامريّة ذات الماء والظّلل

هواؤها في جميع الدهر معتدلٌ ... طيباً وإن حلّ فصلٌ غير معتدل

ما إن يبالي الذي يحتلّ ساحتها ... بالسعد أن لا تحلّ الشمس بالحمل وما زالت هذه المدينة (٥) رائقة، والسّعود بلبّتها متناسقة، تراوحها الفتوح وتغاديها، وتجلب إليها منكسرة أعاديها، لا تزحف عنها راية إلاّ


(١) ط: بغرة.
(٢) البيان: على احسائها الطربا؛ وفي ق: الرطبا؛ ج: اخفائها.
(٣) البيان: أثمرت.
(٤) البيان: عمرو بن أبي الحباب؛ وهو خطأ؛ وأظن إن ابن أبي الحباب هو أحمد بن عبد العزيز بن أبي الحباب النحوي (- ٤٠٠) أحد تلامذة القالي (الصلة: ٢٥) وقد ترجم له الحميدي في موضعين مرة باسمه ومرة بكنيته " أبو المطرف " (١١١، ٣٧٧) وكناه في الأولى بأبي عمر ولعل هذا موضع اللبس والاضطراب بتسميته " عمرو " في البيان؛ وفي الترجمة الثانية أورد الحميدي شعره في المنية العامرية.
(٥) ك: المنية.

<<  <  ج: ص:  >  >>