للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تقدم بعض الكلام على المهدي هذا، وهو الذي قيل فيه لما قام على الدولة (١) :

قد قام مهديّنا ولكن ... بملّة (٢) الفسق والمجون

وشارك الناس في حريم ... لولاه ما زال بالمصون

من كان من قبل ذا أجمّاً ... فاليوم قد صار ذا قرون ومن شعر المهدي هذا وقد حيّاه في مجلس شرابه غلامٌ بقضيب آسٍ:

أهديت شبه قوامك الميّاس ... غصناً رطيباً ناعماً من آس

وكأنّما يحكيك في حركاته ... وكأنّما تحكيه في الأنفاس وقد ذكرنا فيما سبق في الفصل الثالث خبر المهدي هذا وقتله (٣) . ولقد كان قيامه مشئوماً على الدين والدنيا، فإنّه فاتح أبواب الفتنة بالأندلس وماحي معالمها، حتى تفرقت الدولة، وانتثر السلك، وكثر الرؤساء، وتطاول العدو إليها، وأخذها شيئاً فشيئاً حتى محا اسم الإسلام منها، أعادها الله تعالى.

[حديث ابن خلدون عن الزهراء]

وقد ألمّ الولي ابن خلدون في تاريخه بذكر الزهراء في جملة مباني الناصر، فقال ما نصّه (٤) : ولما استفحل ملك الناصر صرف نظره إلى تشييده القصور والمباني، وكان جده الأمير محمد وأبوه عبد الرحمن الأوسط وجده الحكم قد احتفلوا (٥) في ذلك وبنوا قصورهم على أكمل الإتقان والضخامة، وكان فيها المجلس الزاهر


(١) انظر ما سبق ص: ٤٢٦.
(٢) ق ج: بآلة.
(٣) يريد الباب الثالث؛ انظر ما سبق ص: ٤٢٨.
(٤) تاريخ ابن خلدون ٤: ١٤٤.
(٥) ابن خلدون: قد اختلفوا، وكذلك في ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>