نال منه الناس حتى عمما ... مشرقاً والغرب للأندلس موشّحات لسان الدين بن الخطيب
رجع إلى موشّحات لسان الدين ابن الخطيب، رحمه الله تعالى، فمن المنسوب إلى محاسنه قوله:
قد حرّك الجلجل بازي الصباح ... والفجر لاح فيا غراب الليل حثّ الجناح ... وهذا مطلع موشّح بديع له لم يحضرني الآن تمامه؛ لكوني تركته وجملة من كلام لسان الدين في كتبي بالمغرب جبرها الله تعالى عليّ، وهو معارض للموشّح الشهير الذي أوله:
بنفسج الليل تذكّى وفاح ... بين البطاح كأنه يسقى بمسك وراح ... وهذا المنحى هو الذي سلكه الجمال ابن نباتة (١) إذ قال مادحاً لجلال الدين الخطيب رحم الله تعالى الجميع:
ما سحّ محمرُّ دموعي وساح ... على الملاح إلاّ وفي قلبي المعنى جراح ...
بي من بني الأتراك حلو الشّباب ... مرّ السّطا
عشقته حين عدمت الصّواب ... من الخطا
تشكو حشا الغزلان منه التهاب ... إذا عطا
وربما تشكو الغصون اكتئاب ... إذا خطا
(١) هو محمد بن محمد بن محمد ابن نباتة الفارقي وله ترجمة مسهبة في الوافي ١: ٣١١ - ٣٣١ ولم ترد الموشحة هنالك أو في ديوانه.