من صير الأديان ديناً واحداً ... من بعد إشراك مضى ونفاق
وأحلنا من حرمة الإسلام في ... ظل ظليل زارف الأوراق
لو أن لبدر المنير كماله ... ما ناله كسف ونكس محاق
لو أن للبحرين جود يمينه ... أمن السفين غوائل الإيساق
لو أن للآساد شدة بأسه ... لثنت عن الإنجاد والإعراق
لو أن للآباء رحمة قلبه ... ذابت نفوسهم من الإشفاق
ذو العلم والحلم الخفي المنجلي ... والجاه والشرف القديم الباقي
آياته شهب وغر بنانه ... سحب النوال تدر بالأرزاق
ماجت فتوح الأرض وهو غياثها ... وربت ربى الإيمان وهو الساقي
ذو رأفة بالمؤمنين ورحمة ... وهدىً وتأديب بحسن سياق
وخصال مجد أفردت بالخصل في ... مرمى الفخار وغاية السباق
ذو المعجزات الغر والآي التي ... كم آية فقدت وهن بواقي
ثنت المعارض حائراً لما حكت ... فلق الصباح وكان ذا إفلاق
يقظ الفؤاد سرى وقد هجع الورى ... لمقام صدق فوق ظهر براق
وسما وأملاك السماء تحفه ... حتى تجاوزهن سبع طباق ومنها:
يا ذا الذي اتصل الرجاء بحبله ... وانبت من هذا الورى بطلاق
حبي إليك وسيلتي وذخيرتي ... إني من الأعمال ذو إملاق
وإليك أعملت الرواحل ضمراً ... تختال بين الوخد والإعناق
نجباً إذا نشدت حلى تلك العلا ... تطوي الفلا ممتدة الأعناق
يحدو بهن من النجيب مردد ... وتقودهن أزمة الأشواق
غرض إليه فوقتنا أسهماً ... وهي القسي برين كالأفواق
فأنختها بفنائك الرحب الذي ... وسع الورى بالنائل الدفاق