للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهمة وإفاضة العدل وكف اليد والتجافي عن مال الجباية عامر بن محمد بن علي الهنتاني (١) :

تقول لي الأظعان والشوق في الحشا ... له الحكم يمضي بين ناه وآمر

إذا جبل التوحيد أصبحت فارعاً ... فخيم قرار العين في دار عامر

وزر تربة المعلوم إن مزارها ... هو الحج يفضي نحوه كل ضامر

ستلقى بمثوى عامر بن محمد ... ثغور الأماني من ثنايا البشائر

ولله ما تبلوه من سعد وجهه ... ولله ما تلقاه من يمن طائر

وتستعمل الأمثال في الدهر منكما ... بخير مزور أو بأغبط زائر لم يكن همي أبقاك الله تعالى مع فراغ البال، وإسعاف الآمال، ومساعدة الأيام واليال، إذ الشمل جميع، والزمان كله ربيع، والدهر مطيع سميع، إلا زيارتك في جبلك الذي يعصم من الطوفان، ويواصل أمنه بين النوم والأجفان، وأن أرى الأفق الذي طلعت منه الهداية، وكانت إليه العودة ومنه البداية، فلما حم الواقع، وعجز عن خرق الدولة الأندلسية الراقع، وأصبحت ديار الأندلس وهي البلاقع، وحسنت من استدعائك إياي المواقع، وقوي العزم وإن لم يكن ضعيفاً، وعرضت على نفسي السفر بسببك فألفيته خفيفاً، والتمست الإذن حتى لا نرى في قبلة السداد تحريفاً، واستقبلتك بصدر مشروح، وزند للعزم مقدوح، والله سبحانه يحقق السول، ويسهل بمثوى الأماثل المثول، ويهيئ من قبل هنتاتة القبول، بفضله.

٢٠ - وللسان الدين ابن الخطيب مقامة عظيمة بديعة وصف بها الأندلس


(١) كان أبو ثابت عامر بن محمد الهنتاني كبير جبل درن والبلاد المراكشية، وقد وفد على أبي زيان ابن أبي عبد الرحمن فأكرمه سنة ٧٦٣، فلما عاد غلى بلده كان كأنه حاكم مستقل فيها، وكان ذلك فاتحة انتفاضات كثيرة إلى أن هلك عامر على يد السلطان عبد العزيز، كما يذكره المقري في ما يلي (ص: ٢١٩) وهذه القصيدة والرسالة في الاستقصا ٤: ١٧ ومشاهدات لسان الدين: ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>