للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتتضاعف أسباب المنن والعوارف، بفضل الله، وتحرر له الأزواج (١) التي يحرثها بتالمغت من كل وجيبة (٢) وتحاشى من كل مغرم أو ضريبة، بالتحرير التام بحول الله وعونه، ومن وقف على هذا الظهير الكريم فليعمل بمقتضاه، وليمض ما أمضاه، إن شاء الله، وكتب في العاشر من شهر ربيع الآخر من عام ثلاثة وستين وسبعمائة، وكتب في التاريخ " (٣) ؛ انتهى.

وقوله " وكتب في التاريخ " هو العلامة السلطانية في ذلك الزمان، يكتب بقلم غليظ، وبعض ملوك المغرب يكتب عند العلامة " صح في التاريخ "

[ترجمة أبي زيان المريني]

وقد عرف لسان الدين في " الإحاطة " بهذا السلطان بما نصه: محمد بن يعقوب أبي عبد الرحمن بن علي أمير المسلمين بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق أمير المسلمين بالمغرب إلى هذا العهد، يكنى أبا زيان (٤) ، وصل الله نصره على عدوه الدين، وأرشده إلى سنن الخلفاء المهتدين.

حاله - فاضل سكون منقاد، مشتغل بخاصة نفسه، قليل الكلام، حسن الشكل، درب بركض الخيل، مفوض للوزراء عظيم التأتي لأغراضهم، ووكل الأمور لمن استكفاه منهم، استقدم من أرض النصارى بالأندلس وقد فر


(١) الأزواج: هي ما يسمى في المشرق " الأفدنة "، أخذت من زوج البقر للحرث أي (الفدان) .
(٢) الوجيبة: الضريبة.
(٣) قال ابن الأحمر عند تعريفه العلامة: " فإذا رأيت الصك المريني وعلامته: كتب في التاريخ المؤرخ به، فهي بخط يد السلطان، وإذا كانت: وكتب في التاريخ، فهي بخط يد صاحب العلامة (مستودع العلامة: ٢١) .
(٤) بويع أبو زيان الملقب بالمتوكل ١١ صفر سنة ٧٦٣ وقتل غرقاً في السانية التي بروض الغزلان ٢٢ ذي الحجة سنة ٧٦٧ وسنه ٢٨ سنة ودفن بجامع قصره (روضة النسرين: ٣٢ وانظر الاستقصا ٤: ٥١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>