٢ نشير هنا إلى الإسهام الكبير لابن خلدون في مجال الدراسات الاقتصادية واستخدامها كمدخل علمي في تحليلاته, وخاصة تلك الفروض والنظريات التي استخلصها. فقد قدم مفهوما متطورا لاصطلاح "المادة" لا يعكس نفس المضامين التي تصورها الفلاسفة المعاصرون له, وهي حقيقة قد تعزى جزئيا إلى أنه لم يقيد نفسه بالموضوعات أو أساليب التقييم السائدة في عصره. كذلك ترك دراسات تفصيلية عميقة لموضوعات مثل العلاقة المتبادلة بين العمران البشري والإنتاج والعمل والكسب وتراكم المال والتفسير الاقتصادي للتاريخ. كما نقد القائمين بصناعة المنطق بسبب اتجاهاتهم الفكرية المجردة، ومغالاتهم في الغوص على المعاني والقياس, وابتعادهم عن الواقع الملموس مما أوقعهم في الخطأ. انظر دراستنا: "منهج ابن خلدون في علم العمران"، مرجع سابق، ص٢١٨ و٢٢٣. انظر كذلك =