ليس عبارة عن كمال للماهية, أي: إن الوجود سابق على الماهية "١ "الماهية هي كنه وخصائص الشيء".
نالت العلاقة بين الوجود والماهية اهتماما كبيرا من قبل عدة مدارس فلسفية. فقد اعتبرت الفلسفات المثالية أن الماهية سابقة على الوجود, بمعنى أن جوهر الإنسان الذي يعبر عن الخصائص الذاتية التي تميزه عن غيره من الكائنات "ماهيته" يسبق وجوده في دنيا الواقع. وهذا يفسر اهتمام الفلاسفة المثاليين بالبحث عن الماهيات, وإغفال الوجود الفعلي.
وعلى الرغم من اختلاف الفلاسفة الوجوديين في شرحهم لهذه العلاقة, فإنهم اتفقوا على رفض الاتجاه السابق الذي يرى أن الماهية تسبق الوجود. وقد قام بعض هؤلاء الفلاسفة مثل هايدجر بالتوحيد بين وجود الإنسان وماهيته, واتبع منهجا يلائم موضوع الأنطولوجيا, وهو إدراك معنى الوجود بوجه عام.
وحول علاقة موضوع البحث, فقد ذهب هايدجر إلى القول بأن الموجود إذ يوجد، يكون ماهيته، بحيث إن الماهية أو الكينونة etre ليست في ذاتها سوى الوجود نفسه في واقعه العيني. بعبارة أخرى، فإنه ليست للوجود ماهية متميزة عنه، أي: إنه في وقت واحد وجود, وماهية.
ذهبت فئة أخرى من هؤلاء الفلاسفة مثل سارتر إلى أن الوجود يسبق الماهية بشكل مطلق, على أساس أن كلمة وجود لا تنطبق انطباقا كاملا إلا على الواقع الإنساني. من جهة أخرى, فإن الوجود عند الإنسان ليس سوى الاسم
١ راجع المزيد من التعليقات والتعريفات في المرجع السابق، ص٦، ٧، وخاصة بوفريه عن الوجودية, في مجلة كونفليوانس، مارس ١٩٤٥، ص١٩٢، سيمون دي بوفوار عن الأدب والميتافيزيقيا، في مجلة العصور الحديثة، إبريل ١٩٤٦، ص١٥٩، ١٦٠، تروافونتين، اختيار جان بول سارتر، باريس ١٩٤٥، ص٣٩ وما بعدها.