للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠- عبيد بن الأبرص:

هو شاعر جاهلي شهير، له في قتله قصة هي من ذيول قصة "الغربيين" للمنذر بن ماء السماء. نجد في الشعر المنسوب إليه: اسم الله "تعالى" يتردد في كثير من المواضع؛ ونراه من المتشائمين، المؤمنين بالمنايا وبالمحتم المكتوب؛ ونراه في القصيدة البائية يتوكل على الله تعالى، ويدعو الناس إلى الاعتماد عليه. فيقول:

من يسأل الناس يحرموه ... وسائل الله لا يخيبُ

بالله يدرك كل خير ... والقول في بعضه تلغيبُ

والله ليس له شريك ... علام ما أخفت القلوبُ

ونراه يقول في المنايا:

فأبلغ بنيَّ وأعمامَهُمْ ... بأن المنايا هي الواردهْ

لها مدة فنفوس العباد ... إليها وإن كرهت قاصدهْ

فلا تجزعوا للحمام دنا ... فلملوت ما تلد الوالده١

١١- كعب بن لؤي بن غالب:

كان على الحنيفية؛ وهو: جدٌّ من أجداد النبي -صلى الله عليه وسلم- وإليه كانت تجتمع قريش في كل جمعة، فكان يعظهم، ويوجههم، ويرشدهم ويأمرهم بالطاعة والتفكر في خلق السموات والأرض، واختلاف الليل والنهار، وتقلب الأحوال والاعتبار بما جرى على الأولين والآخرين، ويحثهم على صلة الأرحام، وإفشاء السلام، وحفظ العهد، ومراعاة حق القرابة، والتصدق على الفقراء والأيتام٢.

خلاصة ما تقدم:

يقول جواد علي: لقد جعل أهل الأخبار معظم من تحدثنا عنهم -إن لم نقل: كلهم- من القارئين الكاتبين؛ ونسبوا إلى بعضهم قراءة الكتب والصحف والزبور ومجلة لقمان، يريدون بذلك الكتب المقدسة.


١ السابق جـ٦ ص٥٠٦، البيان والتبيين جـ١ ص٢٢٦.
٢ المفصل جـ٦ ص٥٠٧، طبقات ابن سعد جـ١ قسم أول ص٣٩.

<<  <   >  >>