هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن قاسم من آل عاصم ومنشأ آل قاسم بلد (القصب) من بلاد الوشم … * ولد - رحمه الله - عام ١٣٤٥هـ في بلده ( البير ) التي تقع … شمال الرياض .. * ووالده هو الشيخ العلامة : عبد الرحمن بن محمد بن قاسم صاحب المؤلفات المعروفة ؛ وأشهرها ( حاشية الروض المربع ) وحاشية ( كتاب التوحيد ) و ( الدرر السنية في الأجوبة النجدية ) و(مجموع فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية) الذي ساعده الوالد محمد في جمعه …
* نشأ - رحمه الله - في بيت علم ودين … ثم تلقى العلم على العديد من العلماء والمشايخ منهم : - والده العلامة الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم - وسماحة الشيخ عبد اللطيف بن ابراهيم - وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - وسماحة الشيخ عبد الله بن حميد - رحمهم الله - - ومن أخص مشايخه … الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - الذي درس عليه كثيراً ولازمه وثنى ركبه في حلقته خمساً وعشرين سنة …
* وقد درس - رحمه الله - الدراسة النظامية في المعهد العلمي ثم تخرج من كلية الشريعة بالرياض … * وقال - رحمه الله - وهو يحدثنا عن بداية طلبه للعلم : ( كنت أعمل في مزرعتنا في بلده ( البير) وقد نصحني عدة مرات " إبراهيم بن محمد اليحيى " وكان رجلاً عاقلاً ، قال وهو يراني أعمل في المزرعة : هذه ليست مهنتك إذهب لطلب العلم … وذكر … ( أنه لاينسى له هذه الوصية ) … ومثل هذه الكلمات اليسيرة قيلت لأئمة كبار ولعلماء أفذاذ فوقعت موقعها وأراد الله - عز وجل - أن تجد قلوباً حية - ذُكر لتأليف صحيح البخاري ثلاث أسباب ؛ أشهرها أن الإمام البخاري - رحمه الله - كان في حلقة إسحاق بن راهوية ، فقال : لو أن أحدكم يجمع كتاباً فيما صح من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فوقعت هذه الجملة في قلب إمام الحديث فصنف كتابه العظيم - أما الإمام الذهبي فقد غير مجرى حياته كلمة قالها له شيخه البرزالي لما رأى خطه وحسنه ، فقال له : ( إن خطك هذا يشبه خط المحدثين ) فكانت هذه الكلمة عنواناً له حتى أضحى من أئمة الحديث وحفاظه ونقاده …
* وبين أوراقه فائدة كتبها بيده تقول : ( وقد أكتب على يدي لتعذر الورق ) * وقد قرأ الآجرومية على الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمهما الله- ولم يتمها قال : ( فرأيت في المنام في وقتها أني آكل من حلوى لذيذة ولم أتم الأكل فأصبحت وإذا بحلاوتها في فمي وفسرت بأنه متن الآجرومية الذي لم أتمه مع الشيخ - رحمه الله - ) …
* ومن أبرز تلاميذه : سماحة مفتي عام المملكة عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ والشيخ د. صالح السدلان وغيرهما كثير
* واعتذر عن تولى العديد من المناصب فقد رشح وزيراً لوزارة العدل إبان التفكير في إنشائها فقال له جده - رحمهما الله - عندما علم بالترشيح : ( عليك بالكتب ) … ، ورشحه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - ثلاث مرات ليكون عضواً في هيئة كبار العلماء فاعتذر … * وتولى طوال أربعين سنة أو تزيد الخطابة في مسجد " أبا الكباش " الواقع في عالية بلدة الدرعية … وكان مسجداً قديماً فهدمه وبناه بناء حديثاً … وأسماه مسجد عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -
* … أخرج العديد من المؤلفات … منها : مجموع فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية (ساعد والده في جمعه) المستدرك على مجموع فتاوي شيخ الإسلام مجموع فتاوي ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية آل رسول الله وأولياؤه أبو بكر الصديق أفضل الصحابة وأحقهم بالخلافة شرح كتاب كشف الشبهات ، من تقريرات الشيخ محمد بن إبراهيم شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة من تقريرات الشيخ محمد بن إبراهيم موضوعات صالحة للخطب والمواعظ
* ( ترتيب مجموع وفتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية ) حيث ساعده والده - رحمه الله - على إعداد وتجهيز هذا المجموع العظيم وسافر معه إلى الشام والعراق ومصر وأوربا بحثاً عن ذلك التراث العظيم … وقد أمضيا - رحمهما الله - أكثر من ثلاثين عاماً في جمعه وترتيبه وطبعه ، ولاقوا في جمعه من العناء والمشقة … في السفر والبحث عن المخطوطات ، وترك الأهل والأبناء مع قلة الزاد والرفيق ، ثم في قراءة وفك خط شيخ الإسلام حيث إنه - قدس الله روحه - كان سريع الكتابة ، وكان خطه في غاية التعليق والإغلاق وبعضها بدون نقط ولا تظهر حروفها ، وقد أشكلت على تلميذه ابن الوردي فيدعوا تلميذه أبا عبد الله ابن رُشيق المغربي لحله … … ومن شدة محبة عبد الرحمن بن قاسم (والد صاحب الترجمة) - رحمه الله تعالى - لهذه الفتاوي … أورد كلمات … في حاشية مقدمته للمجموع قال فيها : ( وأعيذ بالله من قد يتولاه أن يحشى عليه فهو ذهب مصفى … ) وقد وقع ما كان يخشى - رحمه الله - فخرجت طبعات يدعي أصحابها تحقيق وتخريج أحاديث هذا المجموع فكان أن صدر الأمر الملكي … بتفويض رئاسة البحوث العلمية والإفتاء حق طباعة فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية … ومنع التعرض لهذا الكتاب بطبع أو اختصار أو إضافة أو غير ذلك …
ومن لطائف هذا المجموع العظيم وعبره ما ذكره الشيخ بكر أبو زيد - حفظه الله - : أن ابن مُرّي المتوفى بعد سنة ٧٢٨هـ يكتب رسالة لتلاميذ شيخ الإسلام وقد ضمنها الوصية بكتب شيخ الإسلام ونشرها ثم قال - رحمه الله - : ( ووالله - إن شاء الله - ليقيمن الله سبحانه لنصر هذا الكلام ونشره وتدوينه وتفهمه واستخراج مقاصده ، واستحسان غرائبه وعجائبه رجالاً هم إلى الآن في أصلاب آبائهم …) قال الشيخ بكر أبو زيد معلقاً : ( وقد بَرَّت يمين ابن مُرِّى - بحمد الله ومنته - فقام الشيخ عبد الرحمن بن قاسم المتوفى سنة ١٣٩٢هـ - رحمه الله تعالى - بمساعدة ابنه محمد المتوفى سنة ١٤٢١هـ - رحمه الله تعالى - بعد نحو ستة قرون بهذه المهمة الجليلة في : مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ) …
* وفاته : … ليلة الاثنين ٢٧/٦/١٤٢١هـ … قضى نحبه … في مدينة الرياض إثر حادث مروري أليم … وقد ذكر لنا من حضر دقائقه الأخيرة أنه كان يلهج بالذكر بسرعة عجيبة